القيسية
القيسية أوائل القبائل في الجاهلية وهي أحد حزبين كبيرين انقسم بينهما العرب في الجاهلية والإسلام.
القيسية كانت دائماً ترجح كفة الميزان بكسب الحروب، ولذا كما سنقرأ لاحقاً كانت كافة الخلافات الإسلامية تستميل القيسية للإلحاق بها لكسب معاركهم.
(يذكر الباحث في التاريخ الإسلامي حسن حافظ ل رصيف22) ان العرب قُسمت وفق ثنائية عرب الشمال العدنانية أو القيسية، وتضم قبائل مضر وربيعة، وعرب الجنوب القحطانية أو اليمنية وأشهر قبائلها بني كلب وبني لخم. وعلى أساس هذا التقسيم قامت التحالفات، ودارت الصراعات في فترات عديدة من التاريخ الإسلامي. وكانت منازعات بينهما في الجزيرة العربية وبلاد الشام والأندلس ومن أخطر الصراعات القبلية صراع القيسية مقابل اليمنية. صراع القيسيين واليمنيين عجّل بنهاية الأمويين وأضعف العرب في الأندلس...
أن الحزب القيسي كان أكثر جنوحاً إلى التطرف من الحزب اليمني الذي كان لديه إدراك لمفهوم الدولة والعلاقات السياسية، تأثراً بالإرث الحضاري لليمن.
ويشير حافظ إلى أن جذور الصراع بين عرب الشمال القيسية والجنوب اليمنية وُجدت قبل الإسلام، فقد أدى انهيار سد مأرب إلى نزوح قبائل يمنية إلى الشمال، وبعضها استقر في يثرب وبعضها في الشام
ويلفت أن بعثة النبي ﷺ حدثت موازنة في الفخر بين القيسية واليمنية، إذ راحت القيسية تفاخر بالنبوة والملك، لأن قريش منها ومنها أيضاً أمراء قبائل عربية أسهموا في فتوحات بلاد الشام وحَمَوا بيروت وسكنوها
أما العشائر المعروفة بالقيسية فهي التالية:
1- عشيرة قيس، وقد انتقلت من شبه الجزيرة العربية إلى حران، ومنهم في العراق البو شعبان والصيالة (السيالة)، وبنو عثمان، وبنو يوسف وآل شواف في بغداد وسواهم.
2- عشيرة الكروية، وهي من العشائر القيسية، برز منها الأمير بايزيد بك بن الأمير حسين بن ناصر بن الأمير حازم وسواه من أمراء.
3- عشيرة المحيسن.
4- عشيرة المصاليخ وفروعها: بو فريج، بو ناصر، بو مهنا، بو علاّن، بو رحال، بو عمر، بو غازي وسواها من فروع.
وأشارت المصادر التاريخية أيضاً بأن قبيلة القيسي ترتبط بعلاقة نسب مع أمراء قبيلة آل خالد.
وأنه مع توسع حركة الغزو في عهد عمر بن الخطاب، بدأت عملية تجنيد شاملة للقبائل العربية وأهمها القيسية للقتال ضد الفرس والروم، فتم إحياء التقسيمات على أساس القبيلة والعشائر، وصولاً إلى التقسيمات الأعلى من قيسية ويمنية وغيرها، كما هيمنت قبائل ربيعة القيسية على العراق، فيما هيمنت قبائل كلب اليمنية على الشام،
أنجب قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان: سعد، وخصفة، وعمرو، ومنهم تنحدر القبائل القيسية،
وكانت قيس تستوطن الحجاز، ثم انتشرت فروعها في نجد واليمامة والبحرين وقطر والعراق والشام ومصر وشمال أفريقيا. والمعروف عن قيس تعدد قبائلها، وكثرة أفرادها، وشجاعة فرسانها، وشدة بأسها.
القبلية والصراعات في عهدي الخلفاء عثمان بن عفان وعلي بن ابي
طالب:
في مقتل الخليفة عثمان بن عفان، يقول إن الثوار تكونوا من عرب الجنوب، ومن ربيعة وهي بطن من القيسية
أما في الصراع بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان
فقد ضم كل جيش من جيشيهما قبائل من القيسية واليمنية،
الأمويون يلعبون على وتر العصبية القبلية:
إن الخلفاء الأمويين أخذوا يعملون على توسيع مساحة الخلاف بين العنصرين اللذين كانا عصب دولتهم ومصدر قوتهم فنراهم يفضلون القيسية حيناً واليمنية حيناً آخر.
عرف من قبيلة قيس في التاريخ العربي القديم الشاعر امرؤ القيس وقيس بن ثعلبة بن عكاية بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وروح بن عبادة بن العلاء بن حسان بن عمرو أبو محمد القيسي البَصْري (ت 207هـ). سمع عن الأوزاعي ومالك والثوري وشعبة وروى عنه أحمد بن حنبل. كما عرف قبيلة قيس معتمر بن سليمان القيسي، وقيس بن سعد بن مالك بن النخع، وعمرو بن قيس بن الحارث بن عوف عاش في زمن الخليفة عثمان بن عفان وبايع الخليفة علي بن أبي طالب.
وعرف من شعراء العهد الأموي الشاعر قيس بن ذريح (ت 687م). كما عرف الشاعر قيس بن زهير (ت 631م). كما عرف الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عبادة (ت60هـ) وعرف المئات من أمراء وعلماء آل قيسي، تلك القبيلة العربية الأصيلة التي توزعت في شبه الجزيرة العربية، ومصر وبلاد الشام والعراق، والمغرب العربي.
إلى أن معاوية استغل الصراع بين القيسية واليمنية لخلق عملية توازن لمصلحته، وكذا سار على نهجه خلفاؤه.
وتعرضت دولة بني أمية لأزمة شديدة مع خروج عبد الله بن الزبير عليها، ودعمته القبائل الحجازية المكونة من القيسية. ومع موت يزيد بن معاوية تولى ابنه معاوية الثاني الحكم إلا أنه تخلى عن المنصب عام 683، وترك الأمر شورى لبني أمية، فحدث اضطراب كبير داخل البيت الأموي، واستغلت القيسية في الشام الاضطراب، وأعلنت ولاءها لابن الزبير.<br>
عندما تولى عبد الملك بن مروان الحكم أعلى من شأن القيسية، وتابعه الوليد في ذلك، ولكن حين تولاه سليمان بن عبد الملك أعاد اليمنية إلى الصدارة.
أن أبا بكر الصديق وأصحابه كانوا يجادلون الأنصار حول خلافة النبيﷺ بدعوى قبلية، وهي أن العرب لا تخضع إلا لقبيلة قريش المنحدرة من القيسية.
الصراع بين القيسية واليمنية في الأندلس
أن الصراع بين القيسية واليمنية، القائم على تلاعب خلفاء بني أمية بالطرفين، سيتكرر في كل الأقاليم الإسلامية في خراسان وكرمان والكوفة والبصرة ومصر والمغرب والأندلس. وتبدلت الهيمنة على الولايات الإسلامية في المغرب والأندلس بين القيسية واليمنية، وإنْ كانت الغلبة العامة فيها القيسية
إحدى أهم المعارك التي وقعت بين الطرفين في الأندلس هي معركة شقندة عام 130هـ (747م). ووقعت في ولاية يوسف عبد الرحمن الفهري القيسي، وفيها اجتمعت اليمنية بقيادة أبي الخطار الكلبي ويحيى بن الحريث مقابل القيسية بقيادة الصميل بن حاتم والوالي الفهري، ودارت موقعة بينهما في شقندة قرب قرطبة، انتهت بهزيمة اليمنية، وفق عرار.
ويتابع حافظ أن النزاعات القيسية - اليمنية أدت إلى إضعاف شأن العرب في الأندلس. فمع قلة عدد المسلمين وسط الغالبية المسيحية، حدث استدعاء لقبائل البربر لمعادلة قوة المسيحيين، وهو ما منح ميزة عددية للبربر على حساب العرب، ثم تفوق البربر بشكل تام، لتطوى صفحة القيسية واليمنية مع ملوك الطوائف، الذين كانوا من البربر.
تحالفت اليمنية بشكل صريح وواضح مع العباسيين في ثورتهم على الأمويين، لأن القيسية كانت نوعاً ما قد حسمت الصراع لصالحها مع نهاية العصر الأموي.
ويضيف أن الدولة العباسية اعتمدت على الفرس والترك والديلم، فقد كانت القبائل العربية مستهلكة في صراعاتها، ما أدى إلى تهميش دور العرب، وبالتالي خفوت حدة الصراعات بينهم، وعودة كثير منهم إلى الصحراء العربية و.أن الصراع بين القيسية واليمنية في مجمله أدى إلى إضعاف شوكة العرب، وعجل بنهايتهم كجماعة صانعة للتاريخ.
وضع القبائل القيسية في القرن الثالث الهجري وما بعده
القرامطة
ان الدولة العباسية أغفلت القبائل القيسية وظلمتها ولم تحسن أوضاعها، وحالة البؤس والفقر والاهمال والاحساس بالتفرقة الخندفية القيسية دفعت هذه القبائل إلى أن تخرج على طرق القوافل متحدية نظام العباسيين وعلى استعداد كامل للانضمام تحت أي ثوره وهو ما حصل عند بدء ظهور القرامطة .
كان لبعض الظروف الطبيعية إضافة إلى القهر السلطاني الذي مارسه بنو العباس، يد في دفع القيسية إلى شباك القرامطة الذين بدأ نجمهم يطلع منذ عام 286هـ، فابن الاثير (ت636هـ) وابن خلدون يتحدثان عن انضواء طوائف من سليم وهلال تحت راية القرامطة..".
العبيديون
قد ساقت النزاعات بين الفاطميين والقرامطة إلى احتكاكات مباشرة بينهما، وعندئذ لجئ الفاطميون لإغراء القيسية وتحريكهم من صف القرامطة وإلحاقهم بمصر، إضعافاً للقرامطة وتقوية للصفوف الفاطمية ".
نلاحظ ان القرامطة ثم بعد ذلك الدولة الفاطمية استمالت القيسية وحسنت من أوضاعهم ووعدتهم بما يكفل لهم حسن العيش واعطتهم نوعاً من السلطة بعكس القهر السلطاني العباسي له.
الأوضاع في الحجاز في القرن الثالث الهجري
أن شريف مكة أبو الفتوح الحسن بن جعفر رضخ للأمر الواقع، وانصاع بالقوه القاهرة للحكم الفاطمي المؤيد من القبائل القيسية الحجازية واضطر إلى مسالمة ومداهنة القبائل القيسية وتقريبها. وتوفى الشريف أبو الفتوح سنة 430هـ.
ولاية الشريف شُكر بن الحسن بن جعفر
ثم خلفه أبنه الشريف شُكر الذي لقب بملك الحجاز، أن الشريف شكر قرب كوالده القبائل القيسية ونلاحظ ان الشريف شُكر قد استعان بالقيسية بشكل رئيسي (التي كانت تتزعمها بني هلال) وقد غض الطرف عن كثير من الأحداث التي عملوها وكان شرق مكة وحتى وسط نجد تحت السيطرة الكاملة للقبائل القيسية.
ثم توفى الشريف شكر سنة 454هـ ولم يخلفه أحد. واستولى على الحكم الاشراف الهواشم.
الشريف شكر وبني هلال
أن القحط والشدة الكبرى جلى على أثرها الكثير من بني هلال والقيسية من الحجاز إلى مصر بأوامر من الدولة الفاطمية التي تخضع لها قبائل قيس الحجاز منذ أمد طويل.
ونلاحظ من كل ذلك ان زعامة القبائل القيسية واحلافها كانت في بني هلال.
العصبية القبلية بين القيسية واليمنية
كان لمقتل عبد الملك بن قَطَن ردُّ فعل مؤلم ومؤثِّر، ألهب مشاعر الحقد والضغينة، وجدَّد الصراع بين القيسية واليمنية؛ ولكن يبدو أن داء العصبية والقبلية كان متجذِّرًا في النفوس آنذاك، فما هي إلاَّ أيام حتى غلبت النزعة القبلية على أبي الخطَّار وهو يمني متعصب،
الصميل بن حاتم ( زعيم قوم القيسية)
استطاع الصَّمِيل بن حاتم أن يجمع قومه، وأن يستقطب بعض الشخصيات اليمنية الساخطة على أبي الخطَّار من اللخميين والجُذَاميين، كان منهم ثَوَابَة بن سلامة العَامِلِيّ الجُذَامي، الذي وعده الصَّمِيل بالولاية إن هو انتصر على أبي الخطَّار وكان اللقاء عند وادي لكة في رجب 127هـ= إبريل 745م وقد تفرَّق جمع أبي الخطَّار ووجد أبو الخطَّار نفسه وحيدًا، فعزم على الفرار إلى قُرْطُبَة، ولكن الصَّمِيل قبض عليه وسجنه وخلعه، وولَّى مكانه ثَوَابَة بن سلامة الجُذَامي عام (128هـ=745م)
الصميل بن حاتم ويوسف الفهري
اشتد النزاع بين الأطراف المتنازعة على الولاية، وبدا كل منهم متمسكًا برأيه وأحقيته، محتميًا بقومه وعشيرته، وفي هذا الجوِّ المشحون بالعصبية، التي تُفضي إلى التقاتل والتناحر، توصَّل الصَّمِيل إلى حلٍّ يقضي بتقاسم السلطة بين القيسيين واليمنيين على شكل تعاقب سنوي في الحكم، واقتنع الطرفان، وبقيت المشكلة في أول والٍ للأندلس، وقد بادر القيسية بقيادة الصَّمِيل إلى تقديم شخصيتهم الأولى؛ فاقترح الصَّمِيل أن يكون يوسف بن عبد الرحمن الفِهْرِيّ هو أول الولاة، واستطاع الصَّمِيل أن يُرْضِيَ يحيى بن حريث اليمنية؛ فأعطاه كورة ريَّة فرضي بها وقنع، ووقع الاتفاق بين القيسية واليمنية على يوسف الفِهْرِيّ في جمادى الأولى (229هـ=747م)، على أن يجتمع القوم بعد عام ليختاروا الشخصية اليمنية التي ستلي الأمر بعد يوسف الفِهْرِيّ.
عركة شقندة
وما أن استقرَّ الأمر في الأندلس، حتى عزل الصَّمِيل يحيى بن حريث الجُذَامي عن كورة ريَّة، حتى لا تقوى شوكته مرَّة أخرى ويكثر أنصاره من اليمنية؛ فاشتدَّ غضب يحيى بن حريث لهذا القرار، ووضع يحيى بن حريث يده في يد أبي الخطَّار، فاجتمعت كلمة الجُذَامِيين والكلبيين وباقي اليمنية في الأندلس لمناصرة يحيى بن حريث، واجتمعت كلمة مضر وربيعة لمناصرة يوسف الفِهْرِيّ والصَّمِيل بن حاتم.
وزحف أبو الخطَّار ويحيى بن حريث ناحية قُرْطُبَة، وعبر الصَّمِيل والفِهْرِيّ وجنودهما إليهما، ودارت معركة شقندة (130هـ=747م)، استعان الصَّمِيل بعَوَامِّ السُّوقِ وغوغائها، فاشترك أربعمائة منهم في القتال، ليس لهم همٌّ إلاَّ القتل، فلمَّا رأى اليمنيون ذلك دبَّ الرعب في قلوبهم، وخارت عزائمهم، وأثخن القيسية فيهم القتل، وكان منهم عمرو بن حريث وأبو الخطَّار الكلبي الذي قُتِلَ بعد أن وقع في الأسر، وأراد الصَّمِيل أن يشفي غليله وأحقاده من اليمنية، فأمر بالأسرى أن يُقتلوا صبرًا، فقُتِلَ منهم سبعون، وهكذا كُسرت شوكة اليمنية في الأندلس ودانت البلاد لأمر الفِهْرِيّ والصَّمِيل، لا ينازعهما فيها أحد.
وبعد انتهاء الحكم المصري لفلسطين عام 1840م بمعونة بريطانية اوروبية لتركيا.. لكن لم يستطع العثمانيون من السيطرة على جبال الوسط والجنوب (الخليل ونابلس والقدس) واستمرت النزاعات القبلية (يمنية وقيسية) وكان من ابرز الزعماء مصطفى ابوغوش وهو من منطقة بني مالك وكان من زعماء اليمنية ومركزهم قرية العنب ويسيطر على 20 قرية واعترف به العثمانيون.
بينما كان عبد الرحمن عمرو شيخ القيسية الفوقا ومصلح العزة شيخ القيسية التحتا، وكان ابوغوش يجند المقاتلين من بني مالك وجبل القدس وجبال نابلس والمساعيد وغيرهم للاستيلاء على قرى دير جرير ورمون وكفرمالك وكان سكانها من فروع القيسية واليمنية معا.ولكن زعماء القيسية(آل سمحان) عارضوه وأيدهم حلفاؤهم من بني مرة وأنصارهم في رام الله والبيرة وحدث اصطدام بين الفريقين ووقع القتال عند قرية (الوسطية) غربي الطيبة حيث هزم اليمنيون وزعامتهم ابوغوش ثم عقد الصلح بينهما، وكانت علاقتهما قتال فهدنة فصلح ثم دورة جديدة، بسبب غياب السلطنة العثمانية.
ومن حوادث القرن التاسع العشر انتصار العدوان شرق الأردن لآل عبد الهادي الذين يمثلون القيسيين مقابل طوقان والصقور الذين يمثلون اليمنيين وذلك في معركة خروبة عام 1858م بالقرب من جنين وكانت نهاية الحروب بين يمن وقيس في فلسطين.أ.هـ
واليمنية (قحطان) رايتها بيضاء والقيسية (عدنان) رايتها خضراء وهي من بقايا تقاليد بدوية قديمة.
توضيح :
حول القيسية واليمنية : القيسية واليمنية حزبية عربية تلبننت ... وكانت امتدادا لحزبية سبقتها هي القحطانية والنزارية . قامت هذه الحزبية بين الجماعات ذات الأصول اليمنية وأخرى ذات أصول شمالية ( عرب الشمال ) , وقد حدثت فتنة كبيرة بين هاتين الفئتين العربيتين في عهد الخليفة ( مروان بن عبد الملك ) وكان عمادها في لبنان ( الموطن الأصلي للعديد من العائلات التي أمّت الجبل ) للقيسية : الأمراء التنوخيون والمعنيون والشهابيون
معركة عين دارا ونتائجها:
في الليل داهمت الجماعات القيسية بلدة ( عين دارا ) . ودارت هناك رحى معركة كبيرة فاجأ فيها القيسيون خصومهم وانتصروا عليهم انتصارا ساحقا، وقتل في هذه المعركة الكثير من الناس . ( حدثت هذه المعركة في 21 آذار سنة 1711 م ) وكان من أهم نتائجها : هجرة العديد من العائلات من الأصول اليمنية الى جبل العرب.
القيسية من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى أمراء القبائل العربية البارزة وفي مقدمتها أمراء قبيلة قيس إحدى أهم القبائل العربية التي كان لها مكانة عظيمة جداً، وأشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في العهد العثماني إلى العديد من رجالات آل قيسي نذكر منهم على سبيل المثال السادة: حسن القيسي المتوطن في منطقة رأس النبع، وعلي بن الشيخ حسين القيسي وسواهما. ومما يلاحظ أيضاً بأن أجداد آل قيسي عندما انتقلوا من باطن بيروت ضمن السور، استقروا فيما بعد في منطقة رأس النبع، وهم يعتبرون من العائلات الأولى المتوطنة في المنطقة، وتملكوا فيها عقارات عديدة، وباتت منطقة رأس النبع وآل قيسي توأمان لا ينفصلان كما أن هنالك قسم مهم في مدينة صيدا.
وفي القرن العشرين برز إبراهيم ياسين القيسي (أبو خليل) أحد وجهاء بيروت البارزين وأحد أعيانها و أشتهر عنه الإسهام في أعمال البر والإحسان والخير والعطاء، فضلاً عن إسهاماته السياسية والاجتماعية والعلمية، كما ساعد الكثير من طلاب العلم من العالم العربي ولبنان و من البيارتة خاصة، بإرسالهم على حسابه الخاص في بعثات علمية إلى الخارج. وبالرغم من وجاهته وبروزه، فإنه لم يمانع في الخوض بالعمل الاختياري لخدمة اخوانه البيارتة، والذي كان لأخيه الأصغر عبد الرزاق القيسي (أبو عدنان) الدور المحوري بدعم أخيه المتفاني عبر دوره بإدارة الشركة في مرفأ بيروت والذي كان مردود إدارته الناجحة مثمراً على مدى عقود وحتى وقتنا هذا، كما برز العديد من آل القيسي الذين تولوا مناصب مختلفة ساهمت في خدمة لبنان عامة وبيروت خاصة.
ملاحظة مهمة: ليس هناك من اعتبار للدين او للمذهب في الانتساب الى احدى الطائفتين.